قصة النجاح

هنالك أناس يتقنون فن العمل أكثر من فن الكلام، وهنالك أناس فعلاً خلقوا قصة نجاح لخدمة مجتمعاتهم.
كانت البداية مع الكهرباء في أربيل عام 2006 بـ500 ميجاوط حيث كانت كردستان تعيش في ظلام دامس ولم تكن تتوفر الطاقة الكهربائية أكثر من ساعة إلى ساعتين يومياً، من هنا بدأت القصة.
أردنا أن نقدم خدمة لمسقط رأسنا فلم نر أفضل من توفير الطاقة الكهربائية التي تخدم المجتمع بجميع فئاته من المواطنين والمنشآت الخدمية والصحية والمستشفيات والقطاعات الصناعية والزراعية والسياحية .. الخ، فالطاقة الكهربائية هي شريان الحياة الحديثة، ثم أردنا أن نتوسع باتجاه المحافظات الأخرى فأنشأنا محطات مماثلة في السليمانية ودهوك، ثم بدأنا بتوسعة المحطات الى 1000 ميجاواط لكل محافظة وبفترات زمنية قياسية.

وبعد ذلك اقدمنا على خطوة لم يسبقنا إليها احد في العراق ولغاية هذا اليوم؛ فقد قمنا بتحويل المحطات الكهربائية الى الدورة المركبة وأصبحت محطتي اربيل والسليمانية بطاقة 1500 ميجاواط لكل منها وذلك بالاستفادة من آخر ما توصل اليه العلم من تكنولوجيا حديثة لإستعمال الغازات الساخنة المنبعثة من التوربينات الغازية وتحويلها الى طاقة كهربائية دون استهلاك وقود إضافي؛ مما ساهم في تقليل كلف الانتاج وحماية البيئة وتقليل استهلاك الوقود الذي هو ثروة المجتمع.
وصلنا الى طاقة انتاجية 4000 ميجاواط باستثمار أكثر من أربعة مليار دولار امريكي في مجال الطاقة الكهربائية في اقليم كوردستان. ولتحقيق ذلك كنا نحن نستحصل القروض من البنوك الدولية لاستثمارها داخل البلد، وبنت شركة ماس محطات توليد الطاقة الكهربائية بمعدات من أفضل المناشئ في العالم قاطبة.
ولم تكن قصة نجاحنا فقط في مجال انتاج الطاقة الكهربائية، فالعراق أبتلي بحروب وأزمات منذ عام 1980 فأصبحت البنية التحتية سيئة جداً وبحاجة للإعمار.
ومن هذه الحاجة بدأت فكرة الاسمنت والحديد، فإعادة الإعمار لتلك المدن تحتاج الى الاسمنت والحديد وهذا ما عملنا على توفيره. فبدأنا بمصنع واحد للإسمنت في السليمانية عام 2010 ثم المصنع الثاني عام 2011 والثالث دخل الانتاج بداية عام 2013 حتى أصبحت طاقتنا الإنتاجية في العراق من الاسمنت ستة ملايين طن سنوياً وهذا يشكل ربع استهلاك العراق من الاسمنت.
وقمنا بإكمال الحلقة الصناعية ببناء أضخم مصنع حديد في المنطقة وبطاقة انتاجية تبلغ مليون وربع المليون طن سنوياً حيث بدأ المصنع بالإنتاج عام 2016 وبذلك نوفر حاجة البلد من الحديد ونساهم في إعادة بناء بلدنا.
وأخيراً وليس آخراً بدأنا بإنشاء محطة كهربائية عملاقة في بغداد - بسماية بطاقة 4500 ميجاواط لتغذية العاصمة بغداد بالطاقة الكهربائية.
ويظهر للقارئ جلياً من هذه المسيرة وبتتبع سنوات تشييد المشاريع ان هدفنا الأساسي على مر السنين هو الاستثمار في المشاريع الخدمية التي من شأنها النهوض بمستوى الوطن وإن كل ما حصلنا عليه ونحصل من عائد مالي او من قروض استثمارية نخصصه للتوسع بالمشاريع او لتشييد مشاريع جديدة في البلد.
إن هذه المسيرة الاستشمارية إن دلت على شيء إنما تدل على سعينا المستمر للتوسع بالقطاع الصناعي في بلدنا العراق وتوفير فرص العمل لأهلنا وتوفير المنتج الوطني.